أضواء على أحداث الفصل :
سار عنترة مسرعا يغرز الرمح في الرمال في حقد، حتى بلغ البراح الذى تعودت عبس الاجتماع فيه للاحتفال بالعيد، وطال به السير حتى بلغ موضع الزحام، ولم يكن ذاهبا ليشارك فيه، ولكنه كان يريد لقاء شداد ليسأله عن نسبه، ويحمله على الاعتراف ببنوته.
ولمح أمام السرادق فتيات عبس وهن يرقصن ويغنين، فوقع بصره على عبلة وهي تغنى فالتفت إليها، وتلاقت عيناهما، فتبسمت عبلة، وسكتت عن الغناء وساد الجميعَ صمتٌ عميقٌ، وتعلقت العيون كلها بعنترة، وكان مظهره يدل على ما في صدره من غضب وثورة، فلما بلغ موضع الملك حياه قائلا : عِمْتَ مساءً يا مولاى . فرد عليه التحية، ونظر عنترةُ إلى المكان فلم يجد به موضعا يجلس فيه، فقال له عمارة بن زياد ساخراً: ألا تجد لك مكانا يا عنترة؟ فقال عنترة : لو أنصفتَ لقمتَ لى من مكانكَ يا عمارةُ، وكانت الخمر قد لعبت برأس عمارة، فهب من مكانه ثائرا وقال : تعال فخذ مكانى إن استطعتَ يا بنَ زبيبة، قال عنترة : كل عبس تعرف أمى كما تعرف أمك، ولكنى هنا أنا وأنت فتعال إلى إذا شئت ياعمارة، فجردَ عمارةُ سيفه واندفع نحوه وأقبل عنترة، وهب الناس من كل مكان يحجزون بينهما، حتى لقد هب الملك "زهير" من مكانه وصاح: تريثْ يا عنترة، ويحك يا عنترة، واستطاع شداد أن يصل إلى عنترة ويأخذه من يده، ويخرج به من السرادق.
ذهب شداد إلى جانب عنترة يسيران في صمت حتى بلغا شِعْباً من شِعَاب الوادى المؤدى إلى الحلة، وجلس شداد على قطعة من الصخر، وجلس عنترة جاهماً عند قدميه، فسأله شداد عن سبب حزنه فذكر له ما قالته له أمه من كرمه وعطفه عليه ومن أنه أبوه، وطلب من شداد أن يعترف به إن كان ذلك حقاً، فجعل شداد يراوغه ، وهو يلحُّ عليه أن يقول له كلمهً واحدةً يعرف بها مكانه منه، فإذا كان ابنه اعترف به وإن لم يكن ابنه فلا حرج عليه، وقال : كيف أعيش في قيد الرق، إذا كنت ابن سيد الأحرار؟ وكيف أقيم بين قوم أقاتل أعداءهم، وأحوز الغنائم من أجلهم، وأنا فيهم لا أزيد على أن أكون عبداً مسخراً؟ وكيف أحافظ على حريتهم وأفرِّط في حريتى؟ - قال شداد : ألا تعلم أن اعترافي بنسبك أمر لا أملكه وحدى؟ قال عنترة : إذن فأنت تعترف بي؟ قال شداد لست أنكر أنك ابنى ولكنى أخشى أن يتهمنى قومى بأنى ألحقت المعرَّة بهم، قال عنترة : أتكون المعرَّةُ أن تنسب إليهم عنترة؟ فأنا إذن عنترة العبد إلى أن يرضى هؤلاء؟ سأذهب لأرعى إبلك، وأحلب نياقك، ولا شأن لى بالغزو بعد هذا، ولا ينبغى أن أقف موقف الأحرار، فهذه طبيعة العبيد يا سيدى شداد بن قراد، هأنذا أخضع لك، وأقبل قدميك تذللا ومهانة، وأهوى إلى قدمى أبيه فجأة فقبلهما ونهض مسرعاً، حتى اختفى وراء التِّبة، وخرج نحو الصحراء ، وجلس شداد ينظر في أعقابه مدهوشاً، ونور البدر الساطع يخيل إليه أنه يهيم في حلم ثقيل.
سار عنترة مسرعا يغرز الرمح في الرمال في حقد، حتى بلغ البراح الذى تعودت عبس الاجتماع فيه للاحتفال بالعيد، وطال به السير حتى بلغ موضع الزحام، ولم يكن ذاهبا ليشارك فيه، ولكنه كان يريد لقاء شداد ليسأله عن نسبه، ويحمله على الاعتراف ببنوته.
ولمح أمام السرادق فتيات عبس وهن يرقصن ويغنين، فوقع بصره على عبلة وهي تغنى فالتفت إليها، وتلاقت عيناهما، فتبسمت عبلة، وسكتت عن الغناء وساد الجميعَ صمتٌ عميقٌ، وتعلقت العيون كلها بعنترة، وكان مظهره يدل على ما في صدره من غضب وثورة، فلما بلغ موضع الملك حياه قائلا : عِمْتَ مساءً يا مولاى . فرد عليه التحية، ونظر عنترةُ إلى المكان فلم يجد به موضعا يجلس فيه، فقال له عمارة بن زياد ساخراً: ألا تجد لك مكانا يا عنترة؟ فقال عنترة : لو أنصفتَ لقمتَ لى من مكانكَ يا عمارةُ، وكانت الخمر قد لعبت برأس عمارة، فهب من مكانه ثائرا وقال : تعال فخذ مكانى إن استطعتَ يا بنَ زبيبة، قال عنترة : كل عبس تعرف أمى كما تعرف أمك، ولكنى هنا أنا وأنت فتعال إلى إذا شئت ياعمارة، فجردَ عمارةُ سيفه واندفع نحوه وأقبل عنترة، وهب الناس من كل مكان يحجزون بينهما، حتى لقد هب الملك "زهير" من مكانه وصاح: تريثْ يا عنترة، ويحك يا عنترة، واستطاع شداد أن يصل إلى عنترة ويأخذه من يده، ويخرج به من السرادق.
ذهب شداد إلى جانب عنترة يسيران في صمت حتى بلغا شِعْباً من شِعَاب الوادى المؤدى إلى الحلة، وجلس شداد على قطعة من الصخر، وجلس عنترة جاهماً عند قدميه، فسأله شداد عن سبب حزنه فذكر له ما قالته له أمه من كرمه وعطفه عليه ومن أنه أبوه، وطلب من شداد أن يعترف به إن كان ذلك حقاً، فجعل شداد يراوغه ، وهو يلحُّ عليه أن يقول له كلمهً واحدةً يعرف بها مكانه منه، فإذا كان ابنه اعترف به وإن لم يكن ابنه فلا حرج عليه، وقال : كيف أعيش في قيد الرق، إذا كنت ابن سيد الأحرار؟ وكيف أقيم بين قوم أقاتل أعداءهم، وأحوز الغنائم من أجلهم، وأنا فيهم لا أزيد على أن أكون عبداً مسخراً؟ وكيف أحافظ على حريتهم وأفرِّط في حريتى؟ - قال شداد : ألا تعلم أن اعترافي بنسبك أمر لا أملكه وحدى؟ قال عنترة : إذن فأنت تعترف بي؟ قال شداد لست أنكر أنك ابنى ولكنى أخشى أن يتهمنى قومى بأنى ألحقت المعرَّة بهم، قال عنترة : أتكون المعرَّةُ أن تنسب إليهم عنترة؟ فأنا إذن عنترة العبد إلى أن يرضى هؤلاء؟ سأذهب لأرعى إبلك، وأحلب نياقك، ولا شأن لى بالغزو بعد هذا، ولا ينبغى أن أقف موقف الأحرار، فهذه طبيعة العبيد يا سيدى شداد بن قراد، هأنذا أخضع لك، وأقبل قدميك تذللا ومهانة، وأهوى إلى قدمى أبيه فجأة فقبلهما ونهض مسرعاً، حتى اختفى وراء التِّبة، وخرج نحو الصحراء ، وجلس شداد ينظر في أعقابه مدهوشاً، ونور البدر الساطع يخيل إليه أنه يهيم في حلم ثقيل.
الأحد فبراير 07, 2010 8:22 am من طرف hamada
» الحب الحقيقى
الأحد فبراير 07, 2010 8:09 am من طرف hamada
» جميع المواقف التي ذكرت في المنهج
الخميس ديسمبر 24, 2009 7:22 pm من طرف احمد عاشور
» private eye 2010
السبت ديسمبر 19, 2009 12:32 pm من طرف hamada
» brother 2010
السبت ديسمبر 19, 2009 12:26 pm من طرف hamada
» frozen kiss 2010
السبت ديسمبر 19, 2009 12:07 pm من طرف hamada
» فيلم الحب كدا للنجم حمادة هلال
السبت ديسمبر 19, 2009 11:37 am من طرف hamada
» اغنية خالد سليم برومو
السبت ديسمبر 19, 2009 10:59 am من طرف hamada
» المعجم الوسيط والقاموس المحيط (الاداب والتراجم)
الخميس ديسمبر 17, 2009 1:50 pm من طرف hamada